Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 7 أبريل 2023

تصدير بقلم الأستاذ: محمود محمد شاكر +تقريب دراسات الأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة رحمه الله لأساليب القرآن الكريم

تصدير

بقلم الأستاذ: محمود محمد شاكر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده لا شريك له، أنزل الكتاب بالحق، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وصلى الله على خيرته من خلقه، محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وترك الناس على المحجة الواضحة بنور القرآن الذي لا يخبو نوره، وضياء السنة التي لا يخفت ضياؤها.

وبعد: فماذا يقول القائل في عمل قام به فرد واحد، لو قامت عليه جماعة لكان لها مفخرة باقية؟ فمن التواضع أن يسمى هذا العمل الذي يعرضه عليك هذا الكتاب «معجمًا نحويًا صرفيًا للقرآن العظيم».

فمعلوم أن جل اعتماد المعاجم قائم على الحصر والترتيب.

أما هذا الكتاب، فالحصر والترتيب مجرد صورة مخططة يعتمد عليها.

أما القاعدة العظمى التي يقوم عليها، فهي معرفة واسعة مستوعبة تامة لدقائق علم النحو، وعلم الصرف، وعلم اختلاف الأساليب.

ولولا هذه المعرفة لم يتيسر لصاحبه أن يوقع في حصره من حروف المعاني وتصاريف اللغة على أبوابها من علم النحو، وعلم الصرف، وعلم أساليب اللغة.

وهذا العمل الجليل الذي تولاه أستاذنا الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة والذي أفنى فيه خمسة وعشرين عامًا طوالاً، والذي يعرض عليك منه هذا القسم الأول إنما هو جزء من عمل ضخم لم يسبقه إليه أحد، ولا أظن أن أحدًا من أهل زماننا كان قادرًا عليه بمفرده، فإن الشيخ قد أوتي جلدًا وصبرًا معرفة، وأمانة في الإطلاع، ودقة في التحري لم أجدها متوافرة لكثيرة ممن عرفت.

وحروف المعاني التي يتناولها هذا القسم الأول من جمهرة علم القرآن العظيم ([1])، أصعب أبواب هذه الجمهرة؛ لكثرتها وتداخل معانيها. فقل أن تخلو آية من القرآن العظيم من حرف من حروف المعاني.

أما المشقة العظيمة، فهي في وجوه اختلاف مواقع هذه الحروف من الجمل؛ ثم اختلاف معانيها باختلاف مواقعها، ثم ملاحظة الفروق الدقيقة التي يقتضيها هذا الاختلاف في دلالته المؤثرة في معاني الآيات وهذا وحده أساس علم جليل من علوم القرآن العظيم.

وسترى في هذا القسم العمل المتقن الذي تولاه أستاذنا الجليل، مواضع كثيرة من الاستدراك على النحاة منذ سيبويه إلى ابن هشام ولكن ليس معنى هذا أن نبخس الشيوخ الأوائل نصيبهم من التفوق الهائل الذي يذهل العقول، ولكن معناه أن الأساس الذي أسسوه في أزمنتهم المتطاولة كان ينقصه هذا الحصر الدقيق لكل ما في القرآن العظيم من حروف المعاني، وكان هذا الحصر خارجًا يومئذ عن طاقتهم، فإن الذي أعان عليه هو الطباعة التي استحدثت في زماننا. والناظر في كتب القدماء لا يخطئه أن يرى أنهم قاموا بحصر غير تام، بيد أن هذا القدر الذي قاموا به هو في ذاته عمل فوق الجليل وفوق الطاقة.

ويظن أستاذنا الشيخ عضيمة أن الأوائل قد شغلهم الشعر عن النظر في شواهد القرآن العظيم، وأظن أن الذي تولاه أستاذنا من حصر هذه الأشياء في القرآن العظيم، وتنزيلها في منازلها من أبواب علم النحو وعلم الصرف، وعلم أساليب اللغة، مقدمة فائقة الدلالة، لعمل خر ينبغي أن تتولاه جماعة منظمة في حصر ما في الشعر الجاهلي والإسلامي من حروف المعاني، ومن تصاريف اللغة، ومن اختلاف الأساليب ودلالتها. والذي ظن الأستاذ أن القدماء قد فرغوا هممهم له، هو في الحقيقة ناقصٌ يحتاج إلى تمامٍ، وتمامه أن يهيء الله للناس من يقوم لهم في الشعر بمثل ما قام به هو في القرآن العظيم.

وإذا تم هذا كما أتم الشيخ عمله في القرآن العظيم، فعسى أن يكون قد حان الحين للنظر في «إعجاز القرآن» نظرًا جديدًا، لا يتيسر للناس إلا بعد أن يتم تحليل اللغة تحليلاً دقيقًا قائمًا على حصر الوجوه المختلفة لكل حرف من حروف المعاني، وتصاريف اللغة. لأن هذه الحروف وهذه التصاريف، تؤثر في المعاني، وتؤثر في الأساليب، وتحدد الفروق الدقيقة بين عبارة وعبارة وأثرها في النفس الإنسانية وأثر النفس الإنسانية فيها، وفي دلالاتها.

وإذا كان أستاذنا الجليل قد تواضع فظن أنه قد وضع أساسًا علميًا ثابتًا للحكم على أساليب القرآن، وموقعها من النحو والصرف، فإني أظن أنه قد فات ذلك وسبقه، فهيأ لنا أساسًا جديدًا للنظر في «إعجاز القرآن» نظرة جديدة تخرجه من الحيز القديم، إلى حيز جديد يعين على إنشاء «علم بلاغة» مستحدث. فإنه مهما اختلف المختلفون في شأن «البلاغة» فالذي لا يمكن أن يدخله الاختلاف هو أن تركيب الكلام على أصول النحو والصرف، هو الذي يحدث في كلام ما ميزة يفوق بها كلامًا آخر. وهذا لا يتيسر معرفته إلا بتحليل اللغة وتحليل مفرداتها وأدواتها، وروابطها، التي هي حروف المعاني، عمل لا ينتهي فيه إلى غاية، إلا بعد الحصر التام للغة وتصاريفها، ولا سيما حروف المعاني، وبعد معرفة أثر هذه الفروق في تفضيل كلام على كلام.

والشيخ – حفظه الله – لم يترك مجالاً للاستدراك على عمله العظيم، فكل ما أستطيع أن أقوله، إنما هو ثناء مستخرج من عمل يثنى على نفسه، ولكن بقى ما نتهاداه في هذه الحياة الدنيا، وهو أن أدعو الله له بالتوفيق، وأن يزيده من فضله، وأن يعينه على إتمام ما بدأ، وأن يجعل هذا العمل ذخيرة له يوم لا ينفع مال ولا بنون.

محمود محمد شاكر

20 من جمادى الآخرة سنة 1392

31 من يوليو سنة 1972

==============

تقريب دراسات الأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة رحمه الله لأساليب القرآن الكريم

- دليل المعجم الصرفي

- دليل المعجم النحوي

- دليل معاني الحروف

الحمد لله الذي يختص برحمته من يشاء، ولا يمنعه عطاء عن عطاء، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء وأسوة الأولياء نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى.

أما بعد فإن من أهم آثار أستاذ أهل اللغة في زمانه العلامة محمد عبد الخالق عضيمة رحمه الله كتابه (الموسوعي) الكبير "دراسات لأساليب القرآن الكريم" وهو معجم نحوي صرفي كبير ودليل إحصائي لأساليب اللغة في القرآن الكريم مع دراسات وافية مرتبة على أبواب النحو والصرف، وقد كان عملاً جليلاً مشهوداً أثنى عليه العلماء والباحثون، وتعجبوا من جَلَد مؤلفه وحسن إتقانه، وما تضمنه الكتاب من مباحث عزيزة المنال بغير هذا الجهد الإحصائي الكبير الذي قام به مؤلفه.

حتى قال عنه الأستاذ الكبير محمود شاكر رحمه الله: (فماذا يقول القائل في عمل قام به فرد واحد، لو قامت عليه جماعة لكان لها مفخرة باقية؟! فمن التواضع أن يسمى هذا العمل الذي يعرضه عليك هذا الكتاب «معجمًا نحويًا صرفيًا للقرآن العظيم».

فمعلوم أن جلَّ اعتماد المعاجم قائم على الحصر والترتيب؛ أما هذا الكتاب فالحصر والترتيب مجرد صورة مخططة يعتمد عليها.

أما القاعدة العظمى التي يقوم عليها فهي معرفة واسعة مستوعبة تامة لدقائق علم النحو، وعلم الصرف، وعلم اختلاف الأساليب.

ولولا هذه المعرفة لم يتيسر لصاحبه أن يوقع في حصره من حروف المعاني وتصاريف اللغة على أبوابها من علم النحو، وعلم الصرف، وعلم أساليب اللغة.

وهذا العمل الجليل الذي تولاه أستاذنا الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة والذي أفنى فيه خمسة وعشرين عامًا طوالاً، والذي يعرض عليك منه هذا القسم الأول إنما هو جزء من عمل ضخم لم يسبقه إليه أحد، ولا أظن أن أحدًا من أهل زماننا كان قادرًا عليه بمفرده، فإن الشيخ قد أوتي جلدًا وصبرًا ومعرفة، وأمانة في الاطلاع، ودقة في التحري لم أجدها متوافرة لكثيرة ممن عرفت) ا.هـ.

وكان مما يعوّق استفادة كثير من الباحثين والدارسين من هذا الكتاب كبر حجمه وتعدد أجزائه وصعوبة استخراج المباحث منه لغير المتمرسين في قراءته، إضافة إلى أنه كان يرمز لكثير من الشواهد برقم السورة ورقم الآية فكان استخراج الشواهد بهذه الدلالة فيه مشقة ظاهرة.

فكانت فكرة التقريب قائمة على تخصيص قسم في الجمهرة لكل قسم من أقسام الكتاب وتخصيص موضوع لكل مبحث من مباحثه، واستجلاب دلالات الشواهد المرموز إليها بالأرقام فتذكر بنصها دون الإحالة إليها بأرقام السور والآيات، وتلخيص مباحث الكتاب وخدمته ببرامج العرض والخرائط الذهنية، وتمكين الباحثين من البحث في مضمونه بواسطة محركات البحث.

أقسام الكتاب:

· القسم الأول: في معاني الحروف الواردة في القرآن الكريم ، ويقع في ثلاثة أجزاء.

· القسم الثاني: معجم صرفي كبير ويقع في أربعة أجزاء.

· القسم الثالث: معجم نحوي كبير ويقع في أربعة أجزاء.

عدد مجلدات الكتاب: 11 مجلداً.

مجموع عدد الصفحات: 7346 صفحة.

وقد قال عنه مؤلفه رحمه الله: (وبعد: فهذا بحث رسمت خطوطه، ونسجت خيوطه بقراءتي. استهدفت أن أصنع للقرآن الكريم معجمًا نحويًا صرفيًا، يكون مرجعًا لدارس النحو، فيستطيع أن يعرف متى أراد: أوقع مثل هذا الأسلوب في القرآن أم لا؟ وإذا كان في القرآن فهل ورد كثيرًا أو قليلاً، وفي قراءات متواترة أو شاذة؟ كما أنه يستطيع أن يحتكم إليه في الموازنة بين الأقوال المختلفة؛ كما كان يفعل الصدر الأول في الاحتكام إلى كلام الفصحاء ومشافهتهم قبل أن يدب اللحن إلى الألسنة.

وَجَّه الفقهاء عنايتهم إلى مصدر الشريعة الأول، وهو القرآن، فأحصوا آيات الأحكام، وأشبعوا القول فيها، والحديث عنها.

فالدارس للفقه يستطيع بسهولة ويسر أن يهتدي إلى الأحكام التي مصدرها القرآن، والأحكام التي مصدرها غيره.

والقرآن الكريم حجة في العربية بقراءته المتواترة، وغير المتواترة؛ كما هو حجة في الشريعة. فالقراءة الشاذة التي فقدت شرط التواتر لا تقل شأنًا عن أوثق ما نقل إلينا من ألفاظ اللغة وأساليبها. وقد أجمع العلماء على أن نقل اللغة يكتفي فيه برواية الآحاد.

ولو أراد دارس النحو أن يحتكم إلى أسلوب القرآن وقراءاته في كل ما يعرض له من قوانين النحو والصرف – ما استطاع إلى ذلك سبيلاً؛ ذلك لأن الشعر قد استبد بجهد النحاة، فركنوا إليه، وعولوا عليه، بل جاوز كثيرٌ منهم حدّه، فنسب اللحن إلى القرّاء الأئمة، ورماهم بأنهم لا يدرون ما العربية!

وكان تعويل النحويين على الشعر ثغرة نفذ منها الطاعنون عليهم؛ لأن الشعر روى بروايات مختلفة؛ كما أنه موضع ضرورة.

لهذا مست الحاجة إلى إنشاء دراسة شاملة لأسلوب القرآن الكريم في جميع رواياته؛ إذ في هذه القراءات ثروة لغوية ونحوية جديرة بالدرس وفيها دفاع عن النحو؛ تعضد قواعده، وتدعم شواهده).

نسأل الله تعالى أن يتقبل هذا العمل بقبول حسن ويبارك فيه، ويعم بنفعه طلاب العلم والباحثين.

===============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب المختصر في أصول الحديث-الشريف الجرجاني

كتاب : المختصر في أصول الحديث-الشريف الجرجاني بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله أجمعين ...